Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE
latest

مرشحون على طراز اليوتيوبر والبلوگر

   مرشحون على طراز اليوتيوبر والبلوگر  رئيس التحرير  السبت، 11 تشرين الأول / أكتوبر 2025. في زمنٍ تحوّل فيه الضوء إلى سلعة، والكاميرا إلى وس...

 


 مرشحون على طراز اليوتيوبر والبلوگر

 رئيس التحرير

 السبت، 11 تشرين الأول / أكتوبر 2025.


في زمنٍ تحوّل فيه الضوء إلى سلعة، والكاميرا إلى وسيلة نفوذ، ظهر جيل جديد من المرشحين، لا يشبه أولئك الذين عرفناهم في الماضي بخطابهم السياسي أو مشاريعهم الوطنية، بل يشبه “اليوتيوبر” والـ“بلوگر” أكثر مما يشبه رجل الدولة.


هؤلاء لا يدخلون الميدان بخططٍ تنموية أو رؤى إصلاحية، بل يدخلونه بعدسات التصوير، وبجيشٍ من المتابعين، وهاشتاگات مصممة بعناية، ومقاطع قصيرة تُظهرهم كأبطال خارقين في مشهدٍ انتخابي مليء بالمؤثرات، خالٍ من المضمون.


تحوّلت السياسة عند بعضهم إلى عرضٍ رقمي، تُقاس فيه الشعبية بعدد الإعجابات، لا بعدد المشاريع المنجزة. يزور الأسواق لا ليستمع إلى المواطن، بل ليصوّر معه “ستوري”، ويحضر المجالس لا ليناقش قضايا الناس، بل ليجمع مزيدًا من المشاهدات.


ولأن الجماهير المرهقة من وعود الماضي باتت تبحث عن التغيير، فقد انخدعت أحيانًا ببريق الصورة وصوت الكاميرا، فخلطت بين المؤثر الإعلامي والقائد الحقيقي، وبين من “يُنتج محتوى” ومن “يُنتج وطنًا”.


السياسة ليست مقطعًا قصيرًا على “ريلز”، ولا بثًا مباشرًا من مقهى. السياسة مسؤولية، وفكر، ووعي، والتزام أمام الناس والتاريخ. الوطن لا يحتاج “يوتيوبر” جديد، بل يحتاج من يملك عقلًا وضميرًا وإرادة خدمة لا تُعرض على الشاشة بل تُترجم على الأرض.


إن المرشحين على طراز اليوتيوبر والبلوگر ظاهرة تستدعي التأمل، لأنهم يعيدون تشكيل وعي الناخبين نحو السطحية والفرجة، بدل الحوار والاختيار الواعي.

ولعل مسؤوليتنا كمواطنين أن نعيد الميزان إلى مكانه، فنبحث عن من يفهم هموم الناس لا من يعرف كيف يُصوّرها.