Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE
latest

‏خيانة قلب 377

‏خيانة قلب 377 بقلم: حنين علي الأسدي  تنويه مهم: جميع الأسماء، الشخصيات، التواريخ، والأحداث الواردة في هذه القصة هي من وحي الخيال، ولا تمتّ ...



‏خيانة قلب 377

بقلم: حنين علي الأسدي 

تنويه مهم: جميع الأسماء، الشخصيات، التواريخ، والأحداث الواردة في هذه القصة هي من وحي الخيال، ولا تمتّ للواقع بصلة. أي تشابه بينها وبين وقائع حقيقية هو من قبيل المصادفة غير المقصودة.

‏هنالك الكثير من الأمور هي جزء من هذه الحياة ورونقها، أنها ليست شيء أساسي، ولكنها شيء لا يتجزأ منه: الحب، العائلة، الصداقة، المال، لكل منها عمله في هذه الحياة. لولا الحب لما تشكلت العائلة وتكاتفت، لولا الحب لما بنت العلاقات على أساس متين وقوي، لولا الحب لما خلقت صداقات عميقة تمتد لسنوات. الحب كعلم الفيسيولوجيا ورابطته بعمل جسم الإنسان، من القلب إلى الجهاز العصبي، هكذا الحب مرتبط بجميع نطاق العلاقات الصادقة. وهنا نأتي إلى بذرة كلامنا: بعض الأحيان العلاقات تبني على أساس هش، رغم العطاء والصدق، والحب يكون خللها جزء بسيط، الاختيار الخطأ الذي يعطي للشخص الخطأ، ولكن اكتشافها يدفع إلى فوضة في حياة البعض، تبعثر مشاعره. رغم ذلك فلتكن هكذا، لأن الله هو الرزاق الوحيد الذي سيرتب حياة الكثير بما يرضيه ويرضي البشرية في يوم ما. 

‏أحمد: لقد أطلت عليكم في المقدمة، أنا أعتذر أيها القارئ الكريم، ولكن ما ستقرأه يستحق الانتظار، وكل هذا العناء وستصل لكم الفكرة بشكلها المناسب.

‏اللقاء الأول

‏أنا محمد ماجد العزاوي، خريج جامعة البصرة، قسم إدارة أعمال. من الممكن أن من يسمع قسم إدارة أعمال يظنه قسم سهل، ولكنه يعتمد على اجتهادك الشخصي. بعد التخرج بدأت بمشروع صغير؛ في أيام الدراسة فتحت محل بسيط لبيع الملابس المستوردة. وبعد سنوات تطور هذا المشروع وأصبح مركز أعمال لبيع قطع الماركات العالمية، أصبحت شخصًا ذو نفوذ ومال، وهذا رزق من الله.

‏في يوم من الأيام جاء رجل لشراء بعض الملابس، وكانت أخته معه، كانت جميلة لدرجة كبيرة، عيناها سوداء كالليل، ورموشها كسهام الحرب، ونظرتها حادة كعيني اللبوة في وسط الغابة. صراحة، لم أستطع ازاحة أنظاري عنها، لقد سحرتني بجمال عينيها فقد ابتسمت لها وأنزلت رأسي أرضًا بعدها، لم أرغب أن يراني أخاها وتحدث مشكلة. حينها اشترى أخاها الملابس، سلمني المبلغ وخرج من المركز. تمنيت ألا يكون اللقاء الأخير، ويا ليتني لم أتمنى.

‏أعلم أن هنالك تناقضًا في كلامي من ناحية الأمنية، ولكن ستعرفون السبب مع تقدم الأحداث.

‏يوم 31/10/2025

‏عودة العيون الجميلة

‏الساعة 4 مساءً، كنت أدقق سجل المبيعات وأكلم مدير أعمالي لنرتب جدول مواعيدنا القادم. فجأة فتح باب المركز كأن عاصفة حلت حينها، طرقات الكعب العالي لا زالت ترن في أذني إلى الآن. كانت هي ذات العيون الجميلة عادت مرة أخرى، ألقت تحية السلام فرددت السلام.

‏لُجين: هل تملك بدلة رسمية بهذه المواصفات؟ أرغب أن أشتريها لأبي بمناسبة عيد ميلاده، إنه غدًا، ولا أعلم أيهما الأفضل. لقد زرنا مركزك أنا وأخي قبل شهر، وأعجبتني بضاعتك، وها قد عدت لك مرة أخرى.

‏محمد: أهلاً وسهلاً بكِ ست، لقد تشرفنا بحضورك. اجلسي هنا وسنريك بعض البدلات الرسمية التي وصلتنا قبل أيام، إنها مميزة، لا نعرضها إلا للأشخاص المميزين أمثالك ست.

‏لُجين: شكرًا لك على المدح، إنه من دواعي سروري أن أشتري من مركزكم التجاري.

‏لاحظت لُجين نظراتي البريئة لها، لقد خجلتُ من نظري لها بهذه الطريقة. حينها تقدمت نحوي وأخبرتني:

‏لُجين: عفوًا، لم أعرف اسمك بعد.

‏محمد: أسمي محمد العزاوي، لقد تشرفت بمعرفتك ست. وأنتِ ست، ما اسمكِ؟

‏لُجين: أسمي لُجين، لقد سعدتُ بمعرفتك أستاذ محمد.

‏محمد: هل نرى القمر مرة أخرى؟

‏لُجين: القمر موجود في السماء كل يوم، فلتتأمل به، سترى وجهي حينها.

‏محمد: واثقة جدًا من جمالك، ولكن صدقًا هذا واقع، أنت جميلة جدًا ست لُجين.

‏لُجين: هل من الممكن أن أحصل على كارت المركز الخاص بكم؟

‏محمد: أجل، من دواعي سرورنا التعامل معكِ، وهنالك مشروع جديد سينزل في القريب العاجل، سأستورد الماركات النسائية كذلك لأجل عينيكِ.

‏لُجين: ماذا قلت في الجملة الأخيرة؟

‏محمد: لا، لا شيء ست لُجين، ولكن عقلي أخذته الهواجس للتفكير في المستقبل.

‏لُجين: كل شيء ستراه في وقته المناسب، إنه ترتيب القدر.

‏محمد: إن شاء الله تعالى.

‏لُجين: شكرًا لك مرة أخرى، وهذا رقم هاتفي، إذا نزلت البضاعة الجديدة التي تخص الملابس النسائية، أتصل بي. إلى اللقاء.

‏محمد: إلى اللقاء ست، أراك في أقرب وقت.

‏فرح محمد جدًا، كأن فراشات تحلق حول قلبه لحصوله على رقم لُجين. مرت الأسابيع، وهو قلق: هل يتصل بها، أم لا؟ هل يكلمها، أم أن هذا لا يجوز؟

‏محمد(يفكر): إذا اتصلت بها، ماذا ستفكر بي حينها؟ لابد ستأخذ نظرة عني أني شاب غير خلوق، وأنا لست كذلك. سأنتظر بضعة أيام، البضاعة ستصل، وأتصل بها حينها.


أتصال السعادة

‏بتاريخ 21/11/2025، أتصل محمد بلُجين وأخبرها أن البضاعة النسائية وصلت، فلتأتي لتراها قبل أن تنفذ القطع المميزة.

‏في اليوم التالي، جاءت لُجين في الساعة 9 صباحًا.

‏لُجين: صباح الخير أستاذ محمد.

‏محمد: أهلاً وسهلاً ست لُجين، زاد المركز جمالًا بحضورك المميز، فلتتفضلي لترى الملابس.

‏شاهدت لُجين القطع المميزة وانتقت التي أعجبتها ودفعت المال لشرائهن.

‏محمد: ست لُجين، هذا خصم خاص لكِ، مجموع الطلبية 150 ألف، ولكن لكِ 75 ألف.

‏لُجين: لا، أستاذ، لا يجوز، هذا حقك.

‏محمد: أنتِ أميرة وتدللين.

‏لُجين: أشكرك أستاذ، هذا من لطفك.

‏محمد: ممكن أطلب طلب؟

‏لُجين: تفضل أستاذ.

‏محمد: هل يمكن أن تناديني باسمي فقط بدون أستاذ؟

‏لُجين: حاضر تدلل.

‏تطورات متوقفة

‏بعد مرور شهر، تطورت العلاقة بين لُجين ومحمد، طلب منها أن يتقدم لها كونه أحبها بصدق ولا يرغب أن تسمع كلمة غير لائقة بحقها من أي شخص بسببه. وهي كذلك أحبته، فتقدم لخطبتها من والدها حسب الشرع.

‏سامي: يا أستاذ علي، لقد جئت خاطبًا يد ابنتكم. الابن  أخي محمد. أنتم عائلة مشهود لكم بالأصالة والشرف، ونعم العائلة أنتم. ابننا ليس به نقصٌ أو تقصير، بل على العكس من ذلك، هو مجتهد في عمله بصدقٍ ومجد، وبذل جهدًا كبيرًا في بناء ذاته. نرغب في طلب ابنتكم حسب ما يقتضيه الشرع. 

‏علي: ابنتي هي وحيدتي وغاليتي، ولن أزوجها لشخصٍ كابنكم هذا. صحيح أنه اجتهد وبذل جهدًا في بناء ذاته، ولكن ابنتي تستحق من هو أفضل، كما أن ابن صديقي قد تقدم لخطبتها.

‏سامي: تأنَّ في ألفاظك يا أبا لجين، أنت ذو شأنٍ ومقامٍ، لكن ما تفضلت به مرفوضٌ جملةً وتفصيلًا. محمدٌ لا يعيبه أي شيء على الإطلاق، وتبعًا لذلك، نحن لا نريد التقدم لخطبة ابنتكم مجددًا.

‏خرج العم سامي ومحمد من المنزل. حزن محمد على ما جرى. أتصل في الليل بلُجين، سمع صوتها وهي تبكي وتخبره أنها لا تريد الزواج من ابن صديق والدها.

‏محمد(غاضب): لم يُخلق بعد من يزوجكِ بالإكراه  طالما أنا هنا.

‏لُجين: ليس بيدي حيلةٌ ماذا أفعل بهذا الشأن 

‏محمد: يا لُجين، نحنُ تجاوزنا مرحلة الطفولة، وبلغنا السن القانونية للزواج. هَلُمّي لِنَعقد القران دون إشعار الأهل.

‏لُجين: محمد، لا أودّ أن أصل إلى هذا الحد مع عائلتي. سأحاول التحدث إلى والدتي لكي تناقش الأمر مع والدي.

‏​محمد: حسناً يا لُجين، نأمل أن يكون الأمر خيراً بإذن الله، ونسأل الله التوفيق. 

‏في اليوم التالي، كلمت لُجين والدتها، أخبرتها والدتها أنها ستكلم والدها بالموضوع. 

‏سعاد: يا علي، أرغب في مفاتحتك بخصوص ابنتنا. أنت تعلم أنها لا تُكِنُّ أي مشاعر لابن صديقك هذا، وإن تزوجته، فلن تنعم بالسعادة. إذن لماذا تُدَمِّرُ حياة ابنتك بهذا القرار؟

‏علي: بل على العكس، محمد الذي تريده لن يُسعدها. قد يوفر لها سعادة عابرة، ولكنه لا يملك المال الكافي لإسعادها. لا أنكر أن مشروعه يسير بشكلٍ جيد، لكنه غير مضمون على المدى البعيد. 

‏​سعاد: ولكنك تعلم ليست كل الأمور تُقاس بالمال، فهناك أشياء عديدة لا يمكن شراؤها به.

‏علي: ابنتك قد اعتادت على الرفاهية وكثرة الإنفاق، ولن ينفعها شخصٌ مثل محمد في مستقبلها. وإن أصرت على الزواج به، فعليها أن تتحمل نتائج أفعالها.  إن خرجت عن طاعتنا  وتزوجت دون موافقتنا ورضانا نحن لن نعتبرها ابنتنا. 

‏​لُجين: لقد سمعتُ كل كلامك يا أبي، كنتُ واقفة خلف الباب. لم أُعارضك في أمرٍ قطّ، ولكنني أعتذر منك هذه المرة؛ سأتزوج محمد، سواء رضيتَ أم لم ترضَ. افعل ما تراه مناسبًا. هل تُريد أن تتخلى عني؟ حسناً، اتخذ القرار الذي تراه صائباً.

‏اتجهت لُجين في اليوم التالي إلى مركز محمد وأخبرته أنها مستعدة للزواج منه. فرح محمد جدًا بالقرار وسألها:

‏محمد: هل وافق والدكِ بزواجك مني؟

‏لُجين: لم تعد تهمني موافقته، فلنتزوج الآن.

‏محمد: فلنأخذ قطع ملابس فاخرة من المركز لنلبسها، ونذهب إلى الشيخ ليعقد لنا، وسأتصل بعمي وصديقي ليحضروا كشهود على العقد.

‏عقد الشيخ الزواج لمحمد ولُجين حسب المذهب الجعفري، وأعطاهم وثيقة الزواج بمعجل قدره خمسة ملايين، ومؤجل قدره عشرة ملايين. وبعد شهر ذهبوا لتصديق عقد الزواج بالمحكمة، وكلوا محامي. المحامي قدم طلب لتصديق عقد الزواج، وأرفق المستمسكات الثبوتية والتقرير الطبي والوكالة، وسلمها للقاضي، ختم ووقع عليها القاضي، وتم إجراء باقي الإجراءات القانونية بحضور الشهود.

‏فرح محمد ولُجين لزواجهما، كانت حياتهما سعيدة، كونه تزوج من أحبها وأحبته. لم يكن العرس كبيرًا كما خطط له، ولكن تزوجوا كما يرغبون. 

بعد زواجهم بسنة، أخذت الكثير من الأمور تتغير بحياتهم. كثرت المشاكل بينهم، ولكن لا زال يحبها بحق. تدهور عمل محمد كثيرًا، أخذت أوضاعه تخرج عن السيطرة، خسر الكثير من المال، ولكنه لم يغلق المركز.

‏لُجين كانت تحب الشراء بكثرة، لم يستطع أن يوفر لها ما تحتاجه في هذه الفترة، فقط طلب منها أن تعطيه مهلة ليستعيد عمله ويشتري لها كل ما ترغب به، لكنها كانت غير صبورة وعنيدة جدًا. فتدهورت علاقتهما بعض الشيء.

‏التقى محمد بصديقه مؤمل، طلب منه أن يعطيه المال كدين ويسترجعه له بعد تحسن عمله. فوافق مؤمل، ولكن بشرط أن يخرجوا معًا ليتعشوا في الخارج، جميعًا لتتعرف زوجاتهم إلى بعض: محمد وزوجته لُجين، ومؤمل وخطيبته سلمى.

‏رتب محمد موعد للخروج لمطعم يقدم أكلات شهية، والتقوا الأربعة معًا. كان مؤمل في السابق يواعد الكثير من الفتيات، رغم أنه خطب سلمى، لكن طباعه لم تتغير، كان ينظر إلى لُجين نظرة غير محببة. ولكن الغريب في الموضوع، لُجين بادرته بالنظرات، ذهبت لُجين إلى المغاسل، فلحق بها. 

‏مؤمل: لُجين، كيف حال زواجكم مع بعض؟ أنا أرى محمد لا يستحقك بحق، انه لا يستطيع توفير ما تحتاجينه، وفوق كل هذا خسر عمله، لماذا لا تتركيه؟

‏لُجين: هذا لا يعنيك، أمورنا الشخصية تخصنا.

‏مؤمل: لقد رأيت نظراتك لي، وكيف أعجبت بي. هذا رقم هاتفي، كلميني متى ما احتجت إلى شيء، لا تقلقي، ما يجري بيننا سيبقى بيننا.

‏ ‏أصبحت لُجين تتواصل مع مؤمل، لقد اخذت تطمع بالمال لدرجة كبيرة، لم تستطع أن تبعد عنه، كلما حاولت كان يقدم لها الكثير والكثير. في يوم من الأيام طلبت من محمد المال لتشتري خاتم ذهب، لم يستطع إعطائها كونه لا يملك المبلغ الذي طلبته. غضب منها وخرج من المنزل، وأخبرها أنه سيبقى مع صديقه هذا اليوم.

‏انتهزت لُجين غياب زوجها محمد، اتصلت بصديقها مؤمل وأخبرته أنه يستطيع الحضور إلى منزلهم ليقضوا بعض الوقت معًا. جهزت لُجين نفسها بأبهى طلة، تقدم نحوها مؤمل، وحصل ما حصل معهم.

‏قبل خروجه رمى عليها المال وأخبرها:

‏مؤمل: خذي هذا، ما بعتي زوجك الذي يحبك، لأجله فلتأخذي المال، ولتغربي عن وجهي، لا أرغب أن تتصلي بي بعد أبدًا. 

‏فتح باب المنزل محمد، كان يحمل باقة من الورود التي تحبها لُجين بيده، عربون اعتذار كونه غضب منها قبل أن يخرج. لم يعلم ماذا ينتظره من منظر. حينها رأى صديقه مؤمل في المنزل.

‏محمد (بغضب): هذا أنت، ماذا تفعل في بيتي؟

‏مؤمل: انزل يديك عني، فلتحاسب زوجتك على خيانتها لك بسبب جشع المال، أعطني هذه الباقة، لا أعتقد أنها تصلح لها أبدًا، يكفيها صبارة في الصحراء.

‏أخذ محمد يستشيط غضبًا وضرب مؤمل، دخل غرفتهم، وجد ما لم يحسب له. زوجته متأنقة بأبهى طلة، ولكن ليس له والمال حولها. أخذ يرمي كل ما في الغرفة ويصرخ بصوت عالي وعينيه أغروغت بالدموع، ضرب يده في المرأة، وجرحت. حاولت لُجين تهدئته لكي لا يفعل هكذا بنفسه، فهي لا تستحقه بسبب فعلتها. فطردها من المنزل.

‏محمد: أجمعي أغراضكِ وغادري من هنا، لا أرغب برؤيتك أبدًا أمام عيني. لو بقيت هنا، لا أضمن لكِ ماذا سأفعل، من الممكن أن اقتلك، ولكن هنالك شيء في داخلي لازال ينبض لكِ يمنعني لفعلها، كوني أحبك، فلتغادري المنزل ولا تعودي أبدًا، ولكن ستتحاسبين بطريقتي الخاصة، خذي المال الذي وسختي نفسك لأجله، لم تهتمي بي ولا بعشرة العمر التي بيننا، أنت لا تستحقيني، تستحقين ذلك الوسخ. أنتم تشبهون بعض حثالة. 

‏لُجين: أين أذهب بهذه الساعة؟ الوقت متأخر، فلتدعني للغد وأغادر. 

‏محمد: الوقت متأخر، أين تغادري؟ لقد ارتكبت خيانة ولا تستطيعين تدبر أمورك. هذا أمر لا يعنيني، غادري فورًا، استأجري غرفة بالفندق بهذا المال، أو نامي في الشارع، لا يهمني. 

‏خرجت لُجين من المنزل. جلس محمد يبكي في الغرفة وبندب حظه. لماذا حصل معه هكذا؟ رغم أنه أحب لُجين بصدق، وأنها لم تكن كذلك في السابق. لقد أعماها المال لدرجة كبيرة، لم تتحمل أن تتغير حياتها كونها تحب البذخ باستمرار.

‏في اليوم التالي، تقدم محمد بشكوى إلى مركز الشرطة، وأعطى المركز الدليل على الخيانة الزوجية. لقد صور الغرفة بالكامل، كيف كانت قبل أن تخرج لُجين، وأعطاهم تسجيلات كاميرات المراقبة التي تثبت وقت خروجه ووقت دخول وخروج مؤمل في نفس اليوم.

‏أخذت الشرطة تبحث عن لُجين، ووجدتها بالقرب من منزل عائلتها، فقبضت عليها. اتجهوا إلى مؤمل، وقبضوا عليه في شركته. 

‏الضابط: أنتم رهن الاعتقال لارتكابكم جريمة زنا في منزل الزوجية التابع لمحمد، ستتحاسبون على فعلتكم حسب نص المادة 377 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل بالحبس من 6 أشهر إلى 5 سنوات حسب ظروف القضية ومجرياتها. لكم حق الصمت وتوكيل محامي خاص بالقضية.

‏بعد التحقيق وجمع الأدلة، تبين ما يلي: 

محكمة جنايات استئناف البصرة – الجلسة الأولى

‏الهيئة: الهيئة الأولى

‏رقم الجلسة: 1/2028

‏تاريخ الجلسة: 1/4/2028

‏القاضي: خالد عبد الرحمن (رئيسًا)

‏أعضاء الهيئة: محمد وسام جاسم، نوري ميسر أحمد

‏المدعي العام: كرار محمود علي

‏محامي الدفاع عن المتهم (مؤمل): الأستاذ قيس عدنان العاني

‏محامي الدفاع عن المتهمة (لُجين): الأستاذة لمى سعد كاظم 

‏وقائع الجلسة وإجراءاتها الأولية

‏​في اليوم الموافق 1/4/2028، افتتحت الجلسة علناً الساعة 10:00 صباحاً. تم إحضار المتهمين الماثلين أمام المحكمة:

‏1_​المتهم الأول (الجاني): مؤمل.خ.س (موقوف).

‏2_​المتهمة الثانية (الزوجة): لُجين.ع.أ (موقوفة).

‏​المشتكي/المدعي بالحق الشخصي: محمد ماجد العزاوي (حاضر).

‏​1. تلاوة قرار الإحالة وتثبيت الهوية

‏​تم تلاوة قرار الإحالة الصادر عن قاضي التحقيق، والذي يوجب محاكمة المتهمين عن جريمة الزنا طبقاً لنص المادة (377) من قانون العقوبات العراقي. تم التأكد من حضور المشتكي (الزوج) الذي كانت شكواه سبباً في تحريك الدعوى.

‏​2. توجيه التهمة

‏​وجهت المحكمة التهمة إلى المتهمين، وطُلب من كل منهما الإجابة على السؤال: هل أنت مذنب أم غير مذنب؟

‏​المتهم مؤمل.خ.س: "غير مذنب، وأنكر الوقائع المنسوبة إليّ جملة وتفصيلاً."

‏​المتهمة لُجين.ع.أ: "غير مذنبة، وأنكر الوقائع."

‏3. طلبات الدفاع الأولية

‏​ محامي المتهم (مؤمل): طلب تأجيل الجلسة لتمكينه من دراسة أوراق الدعوى ومحاضر التحقيق، والاطلاع على الأدلة المقدمة من المشتكي (التسجيلات والصور).

‏​ محامية المتهمة (لُجين): طلبت تأجيل الجلسة لنفس الأسباب، والتحقق من صحة وقانونية الأدلة المقدمة، وطلبوا سماع شهادة خطيبة المتهم مؤمل (سلمى) حول علاقة مؤمل المتقلبة بالنساء.

‏4. قرار المحكمة (الأولي)

‏​بعد المداولة وتدقيق ما جاء في محضر الجلسة، قررت المحكمة ما يلي:

‏​- تأجيل النظر في الدعوى إلى يوم 15/4/2028، وذلك لإتاحة المجال للدفاع للاطلاع على كافة أوراق الدعوى وتهيئة مرافعاتهم.

‏​- تكليف المشتكي (محمد العزاوي) والمحكمة باستدعاء الشهود المذكورين في محاضر التحقيق (بما في ذلك الشهود الذين أكدوا زواج محمد ولُجين).

‏​- إبقاء المتهمين موقوفين على ذمة القضية لحين موعد الجلسة المؤجلة، نظراً لخطورة التهمة.

‏​صدر القرار في 1/4/2028.

الجلسة الثانية – سماع البينة

‏محكمة جنايات استئناف البصرة

‏الهيئة: الهيئة الأولى

‏رقم الجلسة: 2/2028

‏تاريخ الجلسة: 15/4/2028

‏وقائع الجلسة الثانية والقرار الصادر

‏​في اليوم الموافق 15/4/2028، افتتحت الجلسة علناً الساعة 10:00 صباحاً. تم إحضار المتهمين (مؤمل.خ.س) و(لُجين.ع.أ)، والمشتكي (محمد ماجد العزاوي)، وحضر محاميا الدفاع والمدعي العام.

‏​1. سماع البينة (الشهود والأدلة)

‏_​شهادة المشتكي (محمد ماجد العزاوي):

‏​أفاد المشتكي بأن يوم الواقعة، عاد إلى منزله ليلاً ووجد صديقه (المتهم مؤمل) يخرج من منزله، ثم اكتشف خيانة زوجته (المتهمة لُجين).

‏_​قدم المشتكي للمحكمة أدلته:

‏​- صور لمحتويات الغرفة (التي تظهر المال المنثور وحالة الغرفة بعد الحادثة).

‏​- تسجيلات كاميرات المراقبة التي توضح وقت خروجه من المنزل، ثم دخول وخروج المتهم (مؤمل) في نفس اليوم.

‏​- أكد المشتكي استمرار شكواه وعدم تنازله عن حقه في ملاحقة المتهمين.

‏_​فحص الأدلة المرئية والمسموعة:

‏​قامت المحكمة بعرض الصور وتسجيلات كاميرات المراقبة، وأكد الخبير الفني صحتها وعدم التلاعب بها.

‏​تضمنت التسجيلات بوضوح دخول المتهم (مؤمل) إلى منزل المشتكي بعد خروجه بفترة قصيرة، وخروجه لاحقاً، مما يتطابق مع رواية المشتكي.

‏_​سماع الشهود (إن وجدوا):

‏​تم سماع شهادة خطيبة المتهم مؤمل، وكان جوابها أنها لا تعرفه كثيراً كونهم خطبوا قبل شهر فقط.

‏​أكد الخبير الطبي صحة كلام المشتكي محمد ماجد العزاوي، وأن المتهمة لُجين مارست فعلاً مخلاً بالحياء حسب التقارير الطبية.

‏​2. استجواب المتهمين

‏_​المتهم مؤمل.خ.س: تمسك بإنكاره، وادعى أنه كان في المنزل لزيارة عادية، وأن الأموال كانت مجرد "مساعدة" قدمها لمدعوة لُجين دون أي علاقة غير مشروعة، لكنه لم يستطع تقديم تفسير مقنع لوجوده في توقيت غياب الزوج.

‏_​المتهمة لُجين.ع.أ: تمسكت بإنكارها، لكنها بدت مضطربة ومتناقضة في أقوالها حول سبب وجود مؤمل في المنزل، وتفسير الأموال المنتشرة، أو تفسير تسجيلات الكاميرات.

‏​3. طلبات الدفاع بعد سماع الشهود

‏​محامي المتهم (مؤمل): طلب إطلاق سراح موكله لعدم كفاية الأدلة التي تثبت العلاقة غير المشروعة بشكل قاطع.

‏​محامية المتهمة (لُجين): طلبت أيضاً إطلاق سراح موكلتها، والتشكيك في دلالة تسجيلات الكاميرا بأنها لا تثبت الفعل بذاته، وادعت أن الصور يمكن تفسيرها بشكل مختلف.

‏​4. قرار المحكمة

‏​بعد المداولة وتدقيق جميع البينات المقدمة (شهادة المشتكي، الصور، تسجيلات الكاميرات، شهادة سلمى، إفادة الخبراء)، وما جاء في أقوال المتهمين ودفاعهما، قررت المحكمة ما يلي:

‏_​قناعة المحكمة: وجدت المحكمة أن الأدلة المقدمة من المشتكي، خاصة تسجيلات الكاميرات وصور الغرفة، هي أدلة قوية وقرائن متضافرة تشير بوضوح إلى وقوع الفعل الجرمي.

‏_​انتهاء مرحلة سماع البينات: قررت المحكمة الانتهاء من سماع البينات لعدم وجود شهود أو أدلة أخرى تستدعيها.

‏_​منح مهلة للمرافعة النهائية: قررت المحكمة تأجيل الدعوى لإتاحة الفرصة لمحاميي الدفاع لتقديم مرافعاتهم الختامية نيابة عن موكليهم، وللمدعي العام لتقديم مطالعته النهائية.

‏​القرار: تأجيل النظر في الدعوى إلى يوم 29/4/2028، للمرافعة الختامية وإصدار القرار.

‏​صدر القرار في 15/4/2028.

‏بعد جمع الأدلة الكافية وسماع الشهود، كلاً من المشتكي محمد والخبير الطبي وخطيبة المتهم سلمى، سيصدر الحكم النهائي.

قرار الحكم النهائي

‏محكمة جنايات استئناف البصرة

‏الهيئة: الهيئة الأولى

‏رقم القرار: 377/2028

‏تاريخ الإصدار: 29/4/2028

‏ملخص الوقائع والأسس القانونية للحكم

‏​أولاً - وقائع الجريمة:

‏تُلخص وقائع الدعوى بقيام المتهمين، وهما (مؤمل.خ.س) و(لُجين.ع.أ)، بارتكاب جريمة الزنا في منزل المشتكي (الزوج) محمد ماجد العزاوي. ثبت للمحكمة أن المتهمة (لُجين) استغلت غياب زوجها، واستدعت المتهم (مؤمل) إلى منزل الزوجية لارتكاب الفعل. وأن سبب هذا الانحراف هو جشع المتهمة للمال، حيث أقدمت على خيانة العشرة الزوجية مقابل المال الذي قدمه لها المتهم (مؤمل).

‏ثانياً - الأدلة والإثبات:

‏ثبتت الجريمة بناءً على أدلة وشهادات ثابتة وقرائن متضافرة قدمها المشتكي، وهي:

‏​- شهادة المشتكي (الزوج) التي تؤكد وقائع الخيانة.

‏​- تسجيلات كاميرات المراقبة التي تثبت دخول وخروج المتهم (مؤمل) من منزل الزوجية في توقيت غياب الزوج.

‏​- الصور الفوتوغرافية التي أخذها الزوج للغرفة بعد الحادثة والتي تدعم روايته عن وقوع الخيانة وما صاحبها من إهانة.

‏​- تضارب أقوال المتهمين وعدم تقديم تفسير مقنع لوجود المتهم (مؤمل) في المنزل في تلك الظروف.

ثالثاً - تطبيق القانون:

‏نظراً لثبوت الزواج الشرعي والقانوني بين المشتكي (محمد) والمتهمة (لُجين)، ولثبوت وقوع الفعل الجرمي، فقد قررت المحكمة تطبيق نص المادة (377) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، والتي تنص على عقوبة الحبس لكلا الطرفين. ونظراً لظروف القضية ودوافعها (الجشع)، قررت المحكمة تقدير العقوبة ضمن الحد الأقصى للمادة. كما ثبت للمحكمة عدم تنازل المشتكي عن شكواه.

‏الحكم النهائي:

‏حسب هذه الأسـبـاب، واستناداً إلى أحكام المادة (377) من قانون العقوبات العراقي، وما ثبت لديها من وقائع وأدلة قوية، قررت المحكمة ما يلي:

‏أولاً - إدانة وعقوبة المتهم (مؤمل.خ.س):

‏الحكم بإدانة المتهم (مؤمل.خ.س) بجريمة الزنا طبقاً لنص المادة (377) من قانون العقوبات.

‏الحكم عليه بـالحبس الشديد لمدة خمس سنوات.

‏ثانياً - إدانة وعقوبة المتهمة (لُجين.ع.أ):

‏الحكم بإدانة المتهمة (لُجين.ع.أ) بجريمة الزنا طبقاً لنص المادة (377) من قانون العقوبات.

‏الحكم عليها بـالحبس الشديد لمدة خمس سنوات.

‏ثالثاً - الحق الشخصي (التعويض):

‏_ إلزام المتهمين بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ خمسة ملايين دينار عراقي تعويضاً للمشتكي (محمد ماجد العزاوي) عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت به نتيجة الخيانة.

‏_ تحميل المتهمين الرسوم والمصاريف القضائية.

‏حكم وجاهي، صدر بالاتفاق، وقابل للطعن تمييزاً لدى محكمة التمييز الاتحادية خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدوره.

‏تاريخ إصدار القرار: 29/4/2028

‏رئيس المحكمة وأعضاؤها:

‏رئيس المحكمة: خالد عبد الرحمن

‏القاضي العضو الأول: محمد وسام جاسم

‏القاضي العضو الثاني: نوري ميسر أحمد

‏رسالة توعية

‏ "لا تدع الجشع أو الرغبات العابرة تسيطر على حياتك، فخيانة الأمانة تهدم البيوت وتترك ندوباً لا تلتئم بسهولة.

‏احرص على الوفاء في كل علاقة، واحترم من يثق بك، فالقيم والمبادئ أثمن من أي مكسب مؤقت."