نص للمسرح الحسيني بعنوان ( أخلاقية الهزيمة) تأليف : الدكتور حيدر علي الاسدي المشهد الأول (موسيقى دخول حزينة...مع طبول الحرب) ((يدخل رجل م...
نص للمسرح الحسيني بعنوان ( أخلاقية الهزيمة)
تأليف : الدكتور حيدر علي الاسدي
المشهد الأول
(موسيقى دخول حزينة...مع طبول الحرب)
((يدخل رجل متلعثم كأنه يعيش في العصر الحالي ويسترجع الذكرى وداخل رأسه تتصارع الأفكار وكأن الطف معركة تجري وسط رأسه ويدور حول المسرح وهو يمسك رأسه المصاب بتلك اللعنة القديمة من مقتل الحسين ومشاهد الطف تسيطر عليه وتقض مضجعه وكأن فكرتين تتجاذباه نصره الحسين وخذلانه))
(المكان : صحراء 61 هجرية)
((جملة صوتية مسجلة : القوم يسيرون والمنايا تسير معهم))
((صوت من خلف المسرح))
- لا تذهب ، لا تذهب يا حسين ....انهم سيخذلونك ، لا تذهب رسائلهم مغلفة بالغدر والخيانة ، لا تذهب يا حسين ، لا تذهب، فإنك تأتي قوماً قلوبهم معك وسيوفهم عليك ، لا تذهب فداك امي وابي....لا تذهب ))
.......
((صوت مقابل للصوت الأول ....))
- لا جدوى من ذلك، الحسين لن يخذل تلك العقول والانامل التي خطت رسائل الاستنجاد ، الحسين سيخرج لطلب الإصلاح في امة رسول الله .....حتى وان كلفه ذلك ( دمه ....دمه ....تردد مثل الصدى كلمه دمه)
.............................
المشهد الثاني
(صوت طبول الحرب...ركض خيول ومن ثم هدوء)
- صوت الشر: هي كلمة قلها يا حسين وانصرف.....
وانتم يا بني أختي أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين و الزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد.
((أصوات متسارعة من خلف المسرح ومستعجلة تنادي))
- قلها يا حسين ، قلها ، قلها يا حسين انها مجرد كلمة ...قلها وانصرف .
صوت الحسين ( صوت الخير بوقار وسكينة) :
ما دين المَرء سوى الكلمة ما شَرَفُ المرء سوى الكلمة ما شَرفُ الله سوى الكلمة . أتعرف ما معنى الكلمة ؟ مفتاح الجنة في كلمة ، دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة . الكلمة نُورُ وبعض الكلمات قُبور بعض الكلمات قلاعٌ شامخةٌ يعتصم بها الليلُ البشري. يعتصم بها النبل البشري . الكلمةُ فُرقانٌ ما بين نَبي وبَغي بالكلمة تُكشف الغُمة الكلمة نور ودليلٌ تتبعهُ الأُمة عيسى ما كان سوى كلمة اضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فسارو يهدون العالم . الكلمة زلزلة الظالم ، الكلمة حِصنُ الحرية ان الكلمة مسؤولية ، ان الرجل هو الكلمة شرفُ الرجُل هو الكلمة ، شرف الله هو الكلمة"
صوت الشر : بايع يا حسين ....وانصرف؟
صوت الحسين ( صوت الخير) : لا بيعة ليزيد , شارب الخمور , وقاتل النفس المحرَّمة ثم يتجه الى (الجمهور/ الناس)
- أيها النّاس.....أنَّكم أن تتقوا الله وتعرفوا الحقَّ لأهلهِ يَكُن أرضى لله. ونحن أهل َ بيت محمد أولى بولايةِ هذا الأمر من هؤلاء المدّعين ما ليسَ لهم والسائرين بالجور والعدوان.
((ألرجل العصري الذي دخل للمسرح أولا))
- هكذا اذن...انها بداية النهاية .....انها بداية النهاية أي والله سينتهي كل شيء ....
صوت خلف المسرح : بل انها مجرد البداية....ستذهبون ويبقى صوت الحسين حياً، رجلُ سيتحول الى امة وحياة. اليوم وان مات الحسين مرة ، فانه سيخلد ابد الدهر....
((الرجل العصري: كيف ذلك.... ان مات ...كيف ؟ ، اوه ايتها الأفكار اللعينة ابتعدي عني...." يتحول فجأة ويستمر" اني لم اتخلف عنك ابدا سوى لأني لأني " بارتباك" كنت ارغب بقضاء ديوني " حجة باهتة مثل موقف مع نفسه يهمس" اقصد كنت الوحيد المعيل لزوجتي وأطفال صغار ولدي ما ارعاه من تجارتي..."خذ هاك الأموال ودعني خذ....))
((أصوات خيول وطبول الحرب تقرع مجددا))
صوت الحسين : هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا. ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم هذا...
احد الاصحاب 1: لا والله لا نفعل ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.
احد الاصحاب 2 : والله لو علمت انى اقتل ، ثم أحيا ، ثم أحرق حيا ، ثم أذر ، يفعل ذلك بي سبعين مرة ، ما فارقتك حتى القي حتفي دونك ، فكيف لا افعل ذلك ؟
المشهد الثالث
((صوت صهيل الخيول وصوت السيوف يتعال....وتراب المعركة يخيم على الأجواء واصوات تتلاطم وتتداخل))
صوت الحسين : انما خرجتُ لطلبِ الأصلاح في أمةِ جدي محمد..... إن كنتم في شكّ من هذا أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم ؟ ! فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم ، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ، أو مال لكم استهلكته ...(ثم يكمل) لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ أقرار العبيد...وهيهات منا الذلة .
((صوت السيوف والقتال وتغبر الساحة بالكامل))
صوت الشر: ما وقوفكم؟ وما تنتظرون بالرجل؟ قد أثخنته الجراح والسهام احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم؟
((الرجل العصري يتأوه وكأنه من يتلقى الضربات برأسه وجسده))
((اللون الأحمر يسيطر على المكان .....))
((جثة وسط المسرح ترمز لصوت الحسين))
((صوت تسجيلي فويز : كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء))
((مجموعة يحملون النعش الى خارج المسرح...وفي نفس الوقت النساء تقاد اسرى الى خارج المسرح))
((ثم اظلام مصحوبة بموسيقى حزينة تدل على الوداع))
((انتقالة للرجل العصري ومعه مجموعة وهو يسيرون لأحياء زيارة الحسين واصوات الجموع الحسينية تهتف في ضريح الامام الحسين ويفضل عرض صورة للزيارة وجموع الناس وهي تحي زيارة الامام الحسين لكي يتضح انتصار الحسين بعد معركة الطف ))
((ثم يظهر الممثلون لتحية الجمهور بعد ان تشعل الانوار))
نهاية المسرحية