حصر السلاح بيد الدولة: بين ضرورة الإصلاح وخديعة "المقاومة" المزيفة المحامي محمد سمير الامارة لا يمكن لأي دولة تسعى إلى بناء...
حصر السلاح بيد الدولة: بين ضرورة الإصلاح وخديعة "المقاومة" المزيفة
المحامي محمد سمير الامارة
لا يمكن لأي دولة تسعى إلى بناء مؤسسات حقيقية أن تتقدّم في ظلّ وجود سلاح خارج إطارها، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ما دام يعيش تحت سطوة الميليشيات وأوهام "المقاومة" التي تحوّلت إلى مقاولة.
من باب المختصر المفيد ان المرجعية وضحت في بياناتها السابقة على الجميع الانخراط في صفوف القوات الامنية، إلا ان مخيلة الواهمين تعارض وتصر لصنع حرس ثوري بعقلية المقاولين لا المقاومين رافضة من يريد حمايتها من ناقوس الخطر المحدق بشخوصها
ثانيا هل تعرفون ماذا صنع السلاح المنفلت؟ وماذا يفعل ؟
إنّ السلاح المنفلت لم يعد أداةً للدفاع، بل أصبح وسيلةً للابتزاز والسيطرة.
تولد من خلاله مجاميع من التجار والمقاولين لكسب المزايدات والمقاولات بعد ما كانوا حفاة ، الا ان الترهيب والتهديد الّذي يفتعله سلاحهم يداهم كل مزايدة لكسبها والدخول بضمارها على ان من حقهم الاستثمار والمقاولات و المزايدات لانهم مقاومين،، هل تعرفون هناك شريحة من الأطباء والطبقة المتعلمة تتحصن بدرع الأحزاب وفصائلها؟ من اجل حمايتهم أو كسب مشاريع معينة مقابل أجر وحصص تتقاسم في ما بينهم، كل هذا يصنع الفساد والانجرار المجتمعي والعيش بين المطرقة والسندان وكمثال حي، قبل أيام من الآن أحد الناس لديه عقار بأسم جده قد تم مصادرته في النظام السابق وتم عرض العقار بالمزايدة العلنية وعند مراجعته لغرض الدخول في المزايدة واكمال الاجراءات ماذا رأى ؟ ان احدى الفصائل الحافية المقاومة تمنع الدخول للدائرة المراد وضع الصكوك المالية فيها و حينها ضربوا فئات متعددة من نواب وأبناء النواب وفئات اخرى بحصارهم الدائرة والسيطرة على مدير الدائرة إلا أنه قد تجاوزهم بقدر ما يمتلك من حق وشجاعه بالدخول رغم التحديات والمفاوضات، كل هذا ويأتي أعمى البصيرة ويقول يريدون بحل الفصائل ان يجعلوا العراق لقمة لامريكا، ولهذا اقول هل بهذا الفساد والترهيب الاجتماعي تواجهون أمريكا؟ يا أبناء السفارة وعملائها من تحت الغطاء،
وهنا سنعرف لماذا يرفض المتزعمين على أنهم مقاومين الحل؟
أن من يرفض الحل يدرك أن دخوله في المنظومة الأمنية الرسمية يعني نهاية فوضاه، وتقييد صلاحياته، ومساءلته أمام القانون، وهذا ما لا يريده. فظلّ الفوضى هو المناخ الأمثل لنموّ المشاريع الخاصة التي تُغلف بشعارات وستار "المقاومة
لسنا ضد المقاومة الحقيقية، بل ضد مَن حوّلها إلى يافطة تجارية. لسنا ضد القوة، بل ضد أن تكون القوة أداةً للابتزاز والهيمنة. وما قيل هنا ليس سوى مدخل لمأساة كبرى يعيشها العراق منذ سنوات، مأساة عنوانها: دولة مخطوفة، وسلاح خارج السيطرة، وشعب يدفع ثمن صمته أو خوفه.
وعليه المفاهيم حين تُحرّف، تصبح أدوات هدم. وما أحوجنا اليوم إلى شجاعة الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة، بدلًا من دفن رؤوسنا في رمال الشعارات.