قصص قصيرة جداً بقلم : الدكتور حيدر علي الاسدي (1) رحلة إلى جزيرة الموت كان يبتسما ، كلاهما ، بريئان ، عابثان ، لم يعبثا كثيراً في هذا ال...
قصص قصيرة جداً
بقلم : الدكتور حيدر علي الاسدي
(1) رحلة إلى جزيرة الموت
كان يبتسما ، كلاهما ، بريئان ، عابثان ، لم يعبثا كثيراً في هذا الكون ، ولم ترهم المدن بشاعتها ، بعد ، المدن هذه كانت غابات تغطيها الحيوانات الكاسرة ، اينما تلتفت ثمة حيوان كاسر يحدق في وجهك ، وهما بريئان ، لم يقترفا أي خطيئة تذكر ، لم يلجا تلك المدن ، لم يمرا يوما في شوارعها ، كان الهاجس ناقوس خطر يختلط مع دقات قلبيهما وهما يمران خلف تلك المدن وقبال تلك الساحات الشاسعة ، الممتدة على البصري فراغاً ورعباً ، لم تعد تلك الساحات الصاخبة موجودة ، تحولت الى بنايات شاهقة ، الشوارع المرعبة تحولت الى شوارع هادئة ، هادئة تماماً ولا تصلح الا ان تكون مكب للجثث المغدورة ، هناك في الشارع العام ، حيث تجرأت لاول مرة قدماها الى ولوج هذه المدينة الرمادية ، ومن خلال نافذة السيارة الحديثة البيضاء الخالية من لوحة الارقام كانت ثمة بندقية تصوب خلف راسه مباشرة ....لقد داست اقدامهم ذيل الافعى ، انهما في المكان الخاطئ في مدينة الكريستال والهيروين والحشيش ، كان حضورهما افشال لاكبر صفقة انتظرها الصبية هناك في تلك المدينة ....ومن باب رد الدين ...كانت الزناد تغرد دون رحمة ....بعد اكثر من ثلاثين دقيقة كانت جثتيهما مرمية على الشارع الهادىء جداً ولم يرقبهم احدا عن قرب سوى صبية كانوا يمارسون دحرجة الكرة ....فظنا ان هذين الرأسين كرة قدم لا مالك لها!!!!.
(2) بطاقة دعوة للجحيم
الح كثيراً عليه ان يرافقه في جولاته الترفيهية ، الا ان هذا المراهق كان يعتقد بان صديقه يسير في طريق لا عودة فيه ..
بصاق وضربات قاسية
تلقاها الاول من معلمه القاسي...
تبعها بصاق اقسى وضربات اوجع من زوج امه
مع قليل من السخرية من زملائه ...وكثيراً من كلمات ( فاشل)
بعد اسبوع...كانا معاً يتناولا الافيون في احدى المقاهي الواقعة في اطراف المدينة!!!.
(3) بروفة للموت...
ولأنها نجت من موت الوحوش في سنجار...
اقلقتها فكرة النجاة ...كان هاجساً يشعرها بالعار...
فاغتسلت في نهر دجلة دَرْءًا لشماتة العذال...
(4) اصطياد في نهر السرطان..
كل اولئك ، يعني لهم الماء الكثير، الا نحن ، لا نعرف الماء من النفط ، بلدة تسبح في بحر البترول ، وترتشف السم دون اي خوف او تردد ، كان هوساً له بل حلماً صعب المنال ، منذ صغره تحول حلمه كثيراً استحال طويلاً لازمته الصيرورة مراراً ...من طيار الى بحار الى صياد سمك...كان حلماً بارداً حلماً عفوياً....
-امنيتي ان اصطاد سمكة من نهر مدينتي الجميلة...!
هذه العطلة الربيعية الاولى له وهو بكامل نضجه ورشده ، يجب على والده ان يصطحبه مع سنارته الجميلة ليحقق حلمه على ضفاف شط العرب ...
كانت عقارب الساعة تتسابق ...المدينة تتوشح بالظلام...
الناس اصبحت تشهق موتاً بالماء ...لم يعد هذا الماء كما عهدناه ...
في 12 / 10 / 2018
كان الطفل يعلق سنارته الجميلة على جدار منزله بالقرب من صورة فوتوغرافية لوالده موشحة بخط اسود ...وتسبق اسمه عبارة ( الشهيد)